تاريخ آسيا الحديث والمعاصر
ثانيا : جمهورية الهند
بطاقة تعريفية 
موقع جمهورية الهند 
الهند أو كما يطلق عليها رسميا جمهورية الهند بلد تقع في جنوب آسيا سابع  بلد من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان، وهي البلد الأكثر ازدحاما بالسكان في العالم.و يحدها المحيط الهندي  من الجنوب، وبحر العرب من الغرب، وخليج البنغال من الشرق تحدها باكستان من الغرب  وجمهورية الصين الشعبية، نيبال، وبوتان من الشمال، بنجلاديش وميانمار من الشرق.و تقع الهند بالقرب من سريلانكا، وجزر المالديف واندونيسيا على المحيط الهندي

تقسم الهند الى ثلاثة مناطق جغرافية هي 
جبال الهملايا في شمال الهند 
السهول الوسطى في الوسط 
منطة هضبة الدكن في الجنوب 
المساحة
يبلغ عدد سكان الهند حوالي 1,210,193,422 حسب الإحصائية الهندية عام 2011م. وبذلك تقع الهند الي الشمال من خط الاستواء بين '44°6 و'30°35 شمال خط العرض و'7°68  و'25°97 شرق خط الطول

المناخ

يتأثر مناخ الهند بشدة بالهيمالايا وصحراء ثار وكل منهما يؤدي إلي الرياح الموسمية. تمنع الهيمالايا هبوب الرياح  الباردة القادمة من آسيا الوسطي، لتحافظ علي الجزء الأكبر من شبة القارة الهندية أكثر دفئا من معظم المناطق التي تقع معها على نفس خط العرض.تلعب صحراء ثار  دورا حاسما في جذب الرطوبة المحملة بالرياح الموسمية الجنوب غربية وهذا في الفترة بين يونيو وأكتوبر لتمد الهند بمعظم أمطارها. أربع مجموعات مناخية رئيسية هي السائدة في الهند : الاستوائية الرطبة، الاستوائية الجافة، وشبه الاستوائية الرطبة والجبلية
موقع صحراء ثار في الهند

تاريخ الحضارة الهندية 
تعد الحضارة الهندية من الحضارات التي قامت على وادي السند منذ حوالي 2500 بل الميلاد . حيث ارتبطت حياة الهنود القدماء بالزراعة بشكل أساسي لاسيما تربية الأبقار التب أستخدموها في أغراض النقل والحراثة 

وتتمثل أبرز إنجازات هذه الحضارة في فن البناء وتخطيط المدن. كانت المدن الكبرى وعلى رأسها موهنجو دارو  تتألف من قلعة على مرتفع تقوم حوله مساكن الأهلين كانت القلعة مركزاً لمعظم المباني العامة الكبرى. ففي قلعة موهنجو دارو مثلاً هناك الحمام الكبير المبني بالآجر ومخازن الحبوب، أما المدينة السفلى فتضم المباني السكنية المبنية من الطوب مع شوارع متقاطعة ومنازل صغيرة وكبيرة. ودلت  
أعمال التنقيب على مستوى رفيع من الفن المعماري ووجود نظام للصرف الصحي من أرقى ما عُرف في العصور القديمة
وقد دلت المكتشفات الأثرية أن هذه المدينة كانت كبيرة وشوارعها مستقيمة وذات نظام لتصريف المياه من البيوت عبر مجار فخارية وتضم حممات كبيرة عامة 


ومن أبرز المعالم الحضارية للهند قديما أن سكانها أستخدموا أنظمة للمحاسبة والوزن والقياس والكتابة . كما أنهم حفروا الخنادق والممرات في الأراضي وحول المدن لري الحقول والمزارع , زبنوا مخازن للحبوب , ومدرسة في كل مدينة 
عرفت الهند الطب والرياضيات، وازدهر الفلك بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين، متأثر بالفلك البابل
ابتكر الهنود الأرقام التسعة والنظام العشري. وللهنود فضل على المثلثات
       


الأرقام الغبارية التي يعود أصها للهنود

قدوم الآريين إلى الهند 
وصلت جماعات من الآريين في عام 1500 قبل الميلاد قادمة من أواسط قارة آسيا إلى الجزء الشمالي من الهند . فهرب الفيديون الذين هم سكان الهند الأصليين إالى الجنوب . وكان الآريين يتصفون بمهاراتهم القتالية فسيطروا على جميع الأراضي الواقعة على نهر السند ,عملوا بالزراعة وتربية الأبقار والأغنام وأجبروا كثيرا من الهنود للعمل في مزارعهم

إن ظهور الآريين في شبه القارة الهندية كان جزءًا من هجرة كبيرة من أواسط آسيا وبلاد فارس (إيران)، كانت نهاية حضارة وادي السند في القرن الثامن عشر قبل الميلاد على أيدي الآريين، الذين دخلوا الهند من شمالها الغربي عبر ممر خيبر الشهير قادمين من آسيا الوسطى. ويعود أصل التسمية إلى الكلمة السنسكريتية  التي تعني النبلاء. تمكنت القبائل الآرية بعد معارك عنيفة وطويلة الأمد من إخضاع السكان المحليين وطردهم نحو الجنوب  بعد تدمير حضارتهم، وكان الآريون يكونون طبقة السادة ويختلفون عن السكان الأصليين بديانتهم وعاداتهم وجذورهم الاجتماعية ولون بشرتهم


تأثير الآريين على الحضارة الهندية 
اللغة السنسكريتية 
السنسكريتية هي لغة قديمة في الهند وهي لغة طقوسية للهندوسية ، والبوذية، لها موقع في الهند وجنوب شرق آسيا. مشابه للغة اللاتينية واليونانية في اوروبا في القرون الوسطى
لقد كانت اللغة السنسكريتية وما زالت في الهند في المعابد فيسمح فقط لكهنة البراهما بقراءة النصوص السنسكريتية، اما في الماضي فتواجدت في الادب الهندي


الديانة الهندوسية 
إن الهندوسية واحدة من أقدم الديانات المعروفة - ترجع الكتابات المقدسة لدى الهندوس إلى حوالي عام 1400 – عام 1600 ق. م. وهي أيضاً واحدة من أكثر الديانات تعقيداً وتنوعاً إذ يؤمن الهندوس بملايين الآلهة. يوجد لدى الهندوس تشكيلة واسعة من المعتقدات الأساسية ولهم طوائف مختلفة. ورغم أن الهندوسية تعتبر ثالث الديانات الكبرى في العالم، إلا أنها توجد أساساً في الهند ونيبال
براهما 
شِوَ هو أحد أهم الآلهة في الهندوسية

النظام الطبقي في الهند 
لعل أسوأ ما امتازت به الهند و تفردت به من بين شعوب العالم كافة ، هو ذلكم النظام الطبقي الجائر الذي داس الكرامة الإنسانية و عفر جبينها في الرغام ، حيث جعل أكثر من نصف الهند أمة منبوذة مهضومة الحقوق ، ليس لها وظيفة في الحياة 
إلا خدمة أسيادها من سائر الطبقات


الطبقة الأولى 
هي ( طبقة البراهمة ) : بما أن البراهمة خلقوا من أشرف و أطهر عضو و هو الوجه ، فلهم إذن حقوق يمتازون بها على غيرهم من سائر الطبقات ، بل سائر المخلوقات ، لذلك فقد عهد إليهم بقراءة أسفار (( الويدا )) المقدسة و تعليمها و تفسير شرائعها و قوانينها و تقريب القربان و إدارة الضحايا إلى غير ذلك من مهام . كما جعل كل ما في العالم ملكاً له

الطبقة الثانية 
هي ( طبقة الكشترية ):الكشتريون – و قد خلقوا من ذراعي الإله – و الذراعان هما رمز القوة و البأس ، فلا عجب أن يكون منهم الملوك و المحاربون ، و أن تكون أبرز واجباتهم حماية الشعب 
و الدفاع عنه

الطبقة الثالثة 
 هي ( طبقة الويش ) : ثم يأتي الويشيون الذين خلقهم برهما من فخذيه ، و هؤلاء عليهم أن يقوموا بتحصيل أرزاقهم بكدهم و جهدهم ، بما فرض عليهم من أعمال أهمها تربية الماشية

الطبقة الرابعة 
 هي ( طبقة الشودرا ) : و هي التي أوجدها برهما من قدميه ، و هي طبقة حقيرة ، ليس لها شغل في (( شرائع منو )) إلا الامتثال المطلق لأوامر أسيادها البراهمة و خدمتهم ، لأن ذلك أفضل عمل يحمدون عليه 

الطبقة الخامسة 
المنبوذون و هم سكان الهند الأصليون ،  و يسمون ( زنوج الهند ) ، لقد حرمهم المجتمع الهندوسي حقوق الإنسان و نزل بهم – أحياناً – إلى مستوى أدنى من مستوى الحيوان ، و لم يسمح لهم بأن يعتنقوا الهندوسية أو يتخلقوا بآدابها


انجازات الحضارة الهندية 
الفنون الهندية 
النحت 
 الرسم

التكوين التارخي للهند

جاء المغول المسلمون من آسيا الوسطى واستقروا في المناطق الشمالية من الهند , وأقاموا فيها إمبراطورية كبيرة وأعطى سكان البلاد الأصليون لغتهم وحضارتهم وهذا ما أدى إلى امتزاج الثقافة الهندية بالمغولية
امتاز حكم المغول في الهند بنجاعته الممتازة واتسم بالقدرة التنظيمية والإدارية والتي تستحق التقدير، وقد حاول المغول والذين كانوا يدينون بالديانة الإسلامية، حاولوا الدمج بين المؤمنين الهندوس وبين المؤمنين المسلمين، وذلك بهدف التوصل إلى وحدة وعلاقة صداقة في الهند
عاصمة المغول كانت دلهي، حيث طوروها وبنوا فيها مباني رائعة، ومع غزو حاكم إيران نادر شاه لشمال الهند في عام 1739بدأت معها بداية نهاية المغول
ملف:RedFort.jpg
 القلعة الحمراء في دلهي من بناء المغول
 أحد المجالات التي أبدع فيها المغول هو فن العمارة، حيثُ قاموا ببناء القصور، المساجد، والمباني الأخرى والتي تنحبس الأنفاس لروعتها وجمالها، والتي بقي منها الكثير حتى يومنا هذا محافظاً عليه. لا شك أن أشهرها هو تاج – محل في مدينة أجرة في الهند. والذي تم بناؤه بين السنوات 1631 – 1653، هذا المبنى العجيب والرائع يُعتبر أحد عجائب الدنيا. 
إمبراطورية مغول الهند
بدأ التنفاس التجاري على الهند ولاسيما من قبل الفرنسيين والهولنديين والأنجليز 
ونجحت شركة الهند الشرقية البريطانية بإنشاء مصنعها الأول في الهند عام 1612

التنافس البريطاني الفرنسي

وافقت الحكومة الفرنسية في العشرينيات من القرن الثامن عشر الميلادي على قيام شركة الهند الشرقية الفرنسية بالتجارة مع الهند. واتخذت بونديشيري في جنوبي الهند مقرًا لها. وغَدت على درجة من القوة، خوَّلتها منافسة البريطانيين. وما لبث التنافس التجاري أن تحول إلى تنافس سياسي. وحاول كل منهما دعم الحروب المحلية الدائرة بين الزعماء المحليين وأحرز البريطانيون في النهاية النصر برًا وبحرًا وكان ذلك في الأربعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي
عمل الإنجليز على تطوير التلغراف وسكة الحديد ونجحوا في تطوير زراعة القطن والشاي وأصبحت الهند بعد ذلك تحت السيطرة البريطانية 
زراعة الشاي في الهند
التلغراف
وخلقت الثورة الصناعية البريطانية فرصًا جديدة لزيادة التجارة مع الهند. الثورة الصناعية. وأصبحت الأقمشة البريطانية أرخص بكثير من المنتجات اليدوية الهندية. وازدادت الصادرات البريطانية من الملابس إلى أسواق الهند


قامت في الهند حركات وطنية تولت إخراج الإنجليزمن الأراضي الهندية وأبرزها حزب الرابطة الإسلامي وحزب المؤتمر الوطني
بدأت الحركة القومية الهندية في الظهور في أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وكانت حركة معتدلة دستورية في بادئ الأمر. وأنشأ بعض الهنود المتأثرين بالفكر الغربي عام 1885م حزب المؤتمر القومي الهندي
غاندي ومقاومة الوجود البريطاني
اعتمد غاندي على فكرة العصيان السلمي من خلال المظاهرات السلمية الكبيرة ضد الحكم البريطاني. ونظم المقاطعة للبضائع البريطانية في الهند كذلك. وفيما بين عامي1920 و 1921م بدأ الساتياجراها أو الحملة السلمية. فتحولت حركة الاستقلال إلى حملة شعبية، إلا أن المظاهرات فشلت من جّراء الاشتباكات العنيفة بين قوى الأمن والمتظاهرين
غاندي  يعمل على غزل الصفوف مقاطا منتجات الإنجليز
اثرت هذه السياسة على الإدارة البريطانية في الهند فاعتقلت
 غاندي ونفته خارج البلادعام 1922 ولكنها أجبرت على إرجاعه بسبب استمرار المظاهرات المؤيدة له


 
اضراب غاندي ومظاهراته السلمية
أصبحت الهند دولة مستقلة في الخامس عشر من أغسطس عام 1947م. وكان جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء فيها. واجه قادة الدولتين الجديدتين، الهند وباكستان، مهمات صعبة في إعادة بناء الاقتصاد المُدَمَّر. وُقتل غاندي عام 1948م بعد أن قاد نضالاً دءوبًا من أجل الاستقلال
الهند اليوم 

يستطيع نحو نصف سكان الهند القراءة و الكتابة بفضل البرامج التعليمية التي بدأ تنفيذها عام 1951م. وقد خصصت الدولة ميزانية كبيرة لبناء المدارس وتدريب المعلمين وتوفير الكتب المدرسية والوسائل التعليمية، وأقرت مجانية التعليم للأطفال من عمر ست سنوات إلى 14 سنة. ولذلك، فإن 85% من الأطفال يدرسون في فترة السنوات الخمس من التعليم الأوّلى. ولكن نسبة الذين يدرسون في المدارس العليا تبلغ نحو 35%. وأما عدد المدارس بالمناطق الريفية، فتعتبر أقل من المدن. ويوجد أكثر من 5000 كلية وجامعة، ونحو 4% من السكان بين 18 و23 سنة يلتحقون بمؤسسات التعليم العالي.
جامعة بونا الهندية 


عملت الحكومة على استخدام الوسائل العلمية الحديثة في الزراعة . وتُعد الهند من الدول الرئيسية في إنتاج التوابل والجوت والسكر والبقوليات والحمضيات والموز وغيرها
في الماضي، كانت الهند تستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية ولكن تطور الآليات والوسائل الزراعية واستنباط سلالات البذور المحسّنة، واستخدام طرق الري الحديثة ساعد على زيادة إنتاجية الزراعة في البلاد

نجد أن صادرات الهند الرئيسية تشمل البن والمنسوجات القطنية والماس، والصناعات اليدوية، وخام الحديد والجوت والشاي والتبغ والمنتجات الجلدية وغيرها، ويشكل الإنتاج الزراعي 28% من جملة الصادرات، بينما تشكل المنتجات الصناعية (المعدات الكهربائية، الآلات الخفيفة) نحو 63%. ويعتبر النفط من أهم الواردات

لقد تطورت الصناعة بعد استقلال الهند، وشملت صناعة تكرير البترول ومشتقاته وصناعة الآليات ووسائل النقل. ومنذ عام 1950م، أنشأت الحكومة عددًا من مصانع الحديد والفولاذ، وذلك لتلبية صناعة السيارات والقطارات والمعدات الحربية. وأنشأت كذلك مصانع الإسمنت والسكر، والصناعات الغذائية والخشب وصناعة النسيج. ولأغراض الصناعة، تمتلك الهند كميات كبيرة من المواد الخام حيث تنتج نحو 5% من الإنتاج العالمي من خام الحديد، كما تمتلك الهند كمية جيدة من الفحم الحجري، ويمثل البترول نحو 35% من قيمة كل المعادن المستخرجة في الهند




تعتمد الهند بدرجة كبيرة على السكك الحديدية حيث تنقل أربعة بلايين راكب سنويًا. إضافة إلى نقل نحو 60% من البضائع لأنحاء الهند المختلفة. ويبلغ أطوال السكك الحديدية بالهند نحو 62,000كم، بينما يبلغ عدد المحطات نحو 7,000 محطة

وفي مجال الاتصالات، فإن كل المدن الهندية تتوافر فيها خدمات
 هاتفية، حيث يوجد نحو ثلاثة ملايين هاتف، كما تصل خطوط البرق إلى كل أجزاء البلاد، إضافة إلى وجود أكثر من 3,500 صحيفة يومية، بعضها ينشر باللغة الإنجليزية والبعض الآخر باللغتين البنغالية والهندية



العلاقات الهندية العمانية 
تعود العلاقات الهندية العمانية إلى أكثر من ألف عام وبخاصة العلاقات التجارية بين البلدين .أن الهند تملك من المقومات التجارية والشركات الاستثمارية ما يجعلها من الدول التي تحقق نموا اقتصاديا كبيرا لذلك على الجانب العماني الاستفادة من الخبرات الهندية في المجالات الاقتصادية المختلفة فضلا عن عقد الاتفاقيات التجارية المشتركة
إن العلاقات التجارية مع الهند نمت خلال السنوات القليلة الماضية بصورة ملحوظة ولكن مازالت السلطنة تتطلع الى تعزيز هذه العلاقات بصورة أكبر للوصول الى علاقات تجارية كبيرة تضيف القوة الاقتصادية لاقتصاديات البلدين الصديقين وتعزز من قوته في السوق المحلية

الزيارات المتبادلة